1 - تمضي العولمة في اكتساح العالم مستعملة وسائل وتقنيات محكمة تدفع بها لتحقيق هذا الاكتساح الذي لا تبقى معه بين العالم - مشرقه ومغربه - حدود فاصلة. وقد قطعت العولمة خطوات على صعيد عولمة الفكر، ونقصد بذلك كل ما يتصل

بالإعلام والثقافة والملكية الفكرية والعلم والبحث العلمي والإبداع.... 2 - وتتم عولمة الإعلام عن طريق عولمة وسائل التواصل والاتصال أي تكنولوجية الإعلام والمعلوميات المتقدمة | المتمثلة في البث التلفزيوني الذي حقق طفرة نوعية بفضل شبكات الاتصال وقنوات البث الفضائي التي تنقل معلومات بنوك المعطيات إلى الكرة الأرضية، مما جعل من العالم قرية صغيرة تمكن الإنسان من أن يكون على موعد مع الحدث. ولقد أصبح الإنسان يعيش في فضاء عالمي بدون حدود مرجعه في ذلك التقنية الجديدة، إذ يكفيه الضغط على زر ليصير

بين الفضاءات اللامتناهية.

3 - وقد نتج عن عولمة الإعلام السمعي البصري، والإعلام الذي تبثه المحطات والأقمار الصناعية تراجع حضارة الورق

والكتابة المطبعية ... إن عولمة العالم في مجال الإعلام لا يستفيد منها إلا القادرون على اكتسابها، أي أولئك الذين تتوفر لهم شروط ذلك، وهو ما يزعج العولمة التي تعمل في كل مجال لتمكين الأفضل والأقوى من كسب رهانها.

عبد الهادي بو طالب - نحو عولمة أخرى أكثر عدلا وإنسانية - دار النشر المغربية - ص 37 وما بعدها - بتصرف.

**يحضر في النص حقلان دلاليان:حقل العولمة و حقل الإعلام,أجرد مكونات كل حقل منهما​