بينما كنت راجعا من مدرستك إعترض طريقك قط هزيل.فدار بينكما حوار حول عالم القطط وعالم البشر....
في غروب الشمس الذهبي، و أنا أمشي ببطئ على درب صغير يمتد خلف مدرستي، عائدتٌ إلى منزلي في هدوئ و سكينة.
فجأةً ظهرت أمامي قطة هزيلة، تترنح على جانب الطريق، و ملامحها ذابلة كان التعب و الجوع ظاهرٌ على جسدها، و بينما كنت أتأملها بدأت بالتفكير في عوالم مختلفة، عالم القطط و عالم البشر.
تنفست عميقاً وإقتربت منها ببطئ، ثم بدأت حواراً غير متوقعٍ بيني و بينها.
ـ سألتها برقة:"مرحبا. هل أنت بخير!؟ "
رفعت القطة رأسها ببطئ ونظرت إلي بعينيها الخضراوتينِ.

ـ و ردت بصوت هادئ "نعم شكرا لسؤالك. و أنتِ؟"
ـ فوجئت بالرد ولكني إستمريت في الحديث. "أنا بخير، شكرا. ماذا تفعلين هنا وكيف وصلتي إلى هذه الحالة!"
ـ أجابتني بحزن،"كنت أبحت عن الطعام و ظللت الطريق عندما حاولت العودة للمنزل. فالحياة في عالم القطط قد تكون صعبةً أحياناً"
وبدأ الحديث يتفاعل بيننا، نتبادل القصص والتجارب فأخبرتها عن عالم البشر، وكيف أن هناك الكثير من الأشياء التي يمكنهم فعلها بالتعاون والتضامن. حيث يسعى الإنسان للتعلم والتقدم، وتنوع أهدافه وطموحاته بشكل كبير.
ومن جهتي، إستمعت إلى قصتها عن صُعوبات البقاء على قيد الحياة، و عن كيفية البحت عن الطعام والمأوى يوميا في عالم القطط،حيث يسود الفضول والمغامرة، و تحكمها قوانين غريبة تختلف عن تلك التي يعيشها البشر.
بينما كان الحوار يتواصل، بدأنا ندرك أن عالمنا المشترك يتشابه في بعض الجوانب و يختلف في أخرى، ولكن الأهم هو أننا يمكننا التعلم و التفاهم من بعضنا البعض، بغض النضر على الفروقات الثقافية أو الجنسية وهكذا إنتهى حوارنا بين عالم القطط وعالم البشر بتبادل الخبرات والتعلم المتبادل، و تركنا كل منا بصداقة جديدة وفهم أعمق لعوالمنا المختلفة.
