Website Statistics عندما يتم الجهر بالقول إن التقنية الحديثة تحرمنا من طبيعتنا فهذا ارتكاب لخطا في الحكم فالمشهد الوحيد الذي نميل إلى تأمله هو مشهد الصواريخ والآلات العملاقة والمح

"عندما يتم الجهر بالقول إن التقنية الحديثة تحرمنا من طبيعتنا، فهذا ارتكاب لخطا في الحكم فالمشهد الوحيد الذي نميل إلى تأمله هو مشهد الصواريخ والآلات العملاقة، والمحركات المنتجة والمدن التي تقصي الأشجار والحيوانات، وتدمر الوجود الذي تصوره الإنسان وأراده أن يكون في خدمته. وبذلك تتناسى النظر إلى تلك الصواريخ والمحركات التي تجسد قوى مادية أخرى، باعتبارها أمرا عاديا سواء من حيث وجودها أو من حيث بروزها. فالوسط الطبيعي لم يقهر ولم يقلص بواسطة التقنيات، ولكنه تغير من خلال وسط طبيعي آخر يندمج فيه ... إن فنا معينا لا يزيح الطبيعة وإنما تتم إزاحة حالة طبيعية بفعل ظهور حالة أخرى تؤدي إلى نوع من الاضطراب. وهذا لا يعني تحول العالم الطبيعي إلى عالم تقني، بل يعني تطور العالم الطبيعي نفسه... كتب "جورج فريدمان" يقول: " تعتبر الأدوات في هذا الوسط ) الطبيعي ) امتدادات مباشرة للجسم ومتكيفة معه، ومن ثم فالوسائل في هذا الوسط الطبيعي هي امتدادات مباشرة للتأهيل المهني.. وأخيرا فهذه الوسائل تشترك مع التجربة والمعرفة بالمادة التي يشتغل عليها الصانع التقليدي." ألن نتأتي بهذا كله إلى تخريب كل ما راكمناه بنوع من الحماس؟ فإذا كانت الأداة مكيفة مع الوسط الطبيعي ومع الجسم، ومع يد الصانع التقليدي، وهي امتداد للتأهيل المهني، أليست الآلة بدورها مكيفة مع الوسط الطبيعي ومع دماغ المهندس، وتعمل على التمديد المباشر لتقنيتها ..... لكن لا يلزم إهمال الاستنباط التالي: إن كل ممارسة إنسانية، بما هي إنسانية، لا يتولد عنها ما هو مصطنع أو ما هو مضاد للطبيعة، بل إنها تنخرط بشكل توافقي في حركة الكون المادي نفسه بعبارة أخرى، إن الإنسان يؤسس فنه وطبيعته بالطريقة نفسها"
حلل (ي) النص وناقشه (به)​

Répondre :

D'autres questions